فضاء حر

يا عادل الحميقاني .. قد سقطت الكرامة يوم ودعناك

يمنات
الله يرحمك أيها الشهيد عادل حسين موسى الحميقاني اليوم الذكرى الثالثة لإستشهادك، وكل المشاركين في قتلك وقتل بقية الشهداء من الشباب طلقاء أحرار..
يا عادل أتذكر باني وقعت معك ورقة أتفقنا وتعاهدنا فيها على أن لا نتناول القات إلا للضرورة القصوى، ومازلت محتفظ بهذه الورقة، وفيها جزاء أو غرامة على من يخل بهذا الاتفاق بدفع غرامة مالية تعود بالنفع لنا الاثنين ، ولكنك تركتني لأتحمل هذه الغرامة بمفردي ، بس خلاص لا تقلق هناك رفاقك وإخوانك قد تحملوا غرامة لن تصدقها أو تخطر ببالك لو سمعت بها..
أتدري يا عادل أن كرامة الشعب اليمني قد أنداست ، وأن من داسها هم من يفترض أن يكونوا في مقدمة المدافعين عنها ، أتدري يا عادل أن رفاقك الثوار يحكمون اليوم إلى جانب النظام السابق ولم يحركوا أو يتكلموا عن قضيتكم ، وإنما يستخدموا دماؤكم وقضيتكم للمتاجرة لا غير..
أتدري يا عادل أن من تم القبض عليهم وهم يمارسون القنص والقتل، قد تم في ذلك اليوم تسليمهم إلى قيادة الفرقة قبل أن يعلن قائدها الانشقاق و هم اليوم طلقاء وأحرار وأبرياء..
كيف سيكون موقفك عندما تعلم أن من قتلك وتاجر بقضيتك هم من الثوار والنظام السابق!
يا عادل لم تخسرك زوجتك فقط التي كانت تراك أنت كل شيء في حياتها، و مازالت ترفع صورك مفتخرة بك في كل المحافل، فقد خسرك أعز أصدقاءك وتألم ومازال يتألم عليك حتى اليوم وإن لم يكن معك في هذه الثورة، كما خسرتك أنا وتألمت كثيرا لفراقك ولإهمال قضيتك وقضية كل الشهداء..
ياعادل ماذا ستقول لنا لو عرفت أن المؤامرة خططت عليك وعلى كل الثوار الأحرار من قبل من كانوا في الساحة ومن من كانوا محسوبين على النظام السابق، إلا تعلم بأن المحافظ الذي كان منزله مترس ومقر للقناصة مازال محافظا حتى اليوم!! وأن محافظ آخر قد تم تعيينه بهذا المنصب مكافأة لمواقفه الشجاعة والبطولية في قمع الثوار!!
أين سنذهب بوجيهنا لو قابلناك يا عادل وأنت من بذل روحة الغالية رخيصة لأجلنا، أنت مثال بسيط من مئات الشهداء ، ضحوا بأرواحهم كي يأتي من لا صلة لهم بالنضال أو التضحية ليحكموا باسمك وباسم بقية الشهداء ، فأول مكافأة قدموها للثوار هي تعذيب وتنكيل جرحى الثورة..
ألا تعلم يا عادل أن ضمير الثورة / أحمد سيف حاشد قد تعرض لمحاولة قتل ، ليس لشيء ، إلا لأنه تضامن مع الجرحى وطالب بعلاجهم..
أبشرك يا عادل أن اليمن في وضع أسوأ وأوسخ من الوضع السابق، وكل هذا لأن النظام السابق وأعوانه مازال يحكم حتى اليوم، رغم الإحتفالات والمسيرات التي خرجت مبتهجة بالانتصار الوهمي…
المجد والخلود لكل شهداء ثورة 11 فبراير المغتصبة، والخزي والعار لكل من تآمر وخطط ومول وغطى على الجرائم المنظمة التي مورست ضد الثوار المسالمين..

زر الذهاب إلى الأعلى